زراعة الحواجب: أبدع إنجازات الطب التجميلي حصرًا!
كل يوم ننظر إلى أنفسنا في المرآة ونكوِّن وجهة نظر خاصة، وتلك الوجهة تتغير بتغير المظهر الخارجي لنا مع الوقت. هناك من يتحمل تساقط الشعر وتهدل الجلد وظهور التجاعيد وعلامات الكبر بالسن، وهناك بلا شك من لا يطيق كل ما سبق. وبما أن الطب يخدم البشرية كلها بمختلف الاحتياجات منذ فجر العلم، فإن فرع الطب التجميلي حصل على دعمٍ ماليّ عملاق من الهيئات الحكومية والخاصة على مدار سنين طويلة، حتى صار من الفروع الطبية الأعلى كفاءة، والأكثر طلبًا من قِبل الجمهور، ومن الجنسين على حدٍ سواء. وربما أهم ما يبرع التجميل فيه هو زراعة الشعر، وعلى وجه التحديد زراعة الحواجب بالطبع.
في السطور التالية سوف نسلط الضوء على زراعة الحواجب تحديدًا، متحدثين عن المزايا والتكاليف والإجراءات والبروتوكولات الطبية المتبعة فيها بشكلٍ عام؛ مركزين على الوسائل المستخدمة، وشارحين لجميع الآليات التي تضمن زراعة الحواجب بأعلى كفاءة ممكنة، وفي أقل وقت ممكن أيضًا.
والآن، لما لا نبدأ سويًّا حديثنا الشيق؟
ما هي عملية زراعة الحواجب يا ترى؟
زراعة الحواجب من العمليات البسيطة -لكن الفعّالة جدًا- في الطب التجميلي، والهدف منها هو تحسين كفاءة خلايا الحواجب، عن طريق زرع بصيلات من منطقة أخرى بجسد العميل، في المنطقة التي بعجز ملحوظ للشعر في الحاجب. ويفقد الناس شعر الحاجب مع الوقع للعديد من الأسباب، فيمكن أن يصابوا بحادث يؤدي لعدم قدرة الخلايا على إنتاج الشعر مرة أخرى، أو ندوب تحت أي ظرف، أو ربما فقط التقدم بالعمر وبدء تساقط الشعر طبيعيًّا دون وجود أي مؤثر خارجي. كلها عوامل تجعل من المظهر الجمالي العام للحاجبين غير محبب للكثيرين، ويعمل هذا مع الوقت على تقليل ثقة الإنسان بنفسه، لعدم ثقته في هيئته الخارجية التي يُقيمه الناس بناء عليها في الأساس.
على عكس علاجات تساقط شعر الرأس، فإن زراعة الحواجب عملية جراحية جزئيًّا، ولا يمكن عدم تدخل الأدوات الجراحية الدقيقة فيها سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة. لكن بالرغم من كونها جراحية بدرجة كبيرة، إلا أنه يتم استخدام مخدر في المنطقة المعنية بالعمل حتى لا يشعر العميل أبدًا بآلام الاستئصال أو الزرع. ونقول الاستئصال، لأن الأمر يعتمد على ما نحن بصدد شرحه تاليًا.
خطوات عملية زراعة الحواجب
من أجل زرع الحواجب بشكلٍ سليم، يجب أن نحصل على مصدر للشعر لا يتعامل معه الجهاز المناعي على أنه دخيل عليه ويقوم بمهاجمته فورًا. الأمر أشبه بعمليات زراعة الأعضاء، يجب أن يكون العضو متوافقًا 100% مع الجسد المنقول إليه وإلا شرع الجسم في مهاجمة نفسه؛ إنها برمجة بيولوجية يجب أن يحلها الطب التجميلي. وبالفعل حلّها، وأتى الحل متمثلًا في أخذ الشعر المطلوب زرعه من العميل نفسه، لكن من منطقة في الجسد ذات كثافة ملحوظة، ولن تتم فيها ملاحظة اختفاء بعض البصيلات على الإطلاق.
في العادة ما يتم أخذ البصيلات من رأس العميل، سواء من الجزء الخلفي للرأس (والذي في الغالب ما يُغطى بشعر الرأس الكثيف نفسه، أو لا يلتفت إليه الناس بشدة لأنه مغطى بالجزء البارز من الملابس مثل القميص أو المعطف)، أو من منطقة ما بين الأذنين ناحية الرقبة، وفي الحالتين تكون البصيلات المأخوذة قادرة على النمو بصورة طبيعية لاحقًا، وهذا ينقلنا لأهم مراحل زراعة الحواجب بشكلٍ عام… الزرع!
تنطوي زراعة الحواجب على أخذ البصيلات من رأس العميل باستخدام أنابيب خاصة ودقيقة للغاية، ثم أخذ كل بصيلة بشكلٍ منفصل بإبرة مخصصة، ثم زرعها في منطقة الحاجب وبذلك يمكن تحديد الشكل النهائي للحاجب بناء على طريقة توزيع البصيلات في المنطقة ذاتها. مما يعني أنه يمكن للعميل التحكم في كثافة الحاجب بناء على كميّة البصيلات المأخوذة من جهة، وشكل الحاجب بناء على طريقة زرع البصيلات من جهة أخرى. ولذلك يمكن القول إن زراعة الحواجب تتيح للعميل التحكم الكامل في الهيئة التي سيظهر بها للناس بعد نجاح عملية الزرع، على عكس فروة الرأس التي فيها يجب إنماء الشعر كله ليكون على نفس المستوى، ولاحقًا يتم تصفيفه بطريقة تناسب العميل؛ إن الحواجب لا تصفف بنفس جمالية شعر الرأس، وهنا برع الطب التجميلي في إرساء قواعد الجمال والروعة في فنيّاته الدقيقة.
طرق زراعة الحواجب
بالرغم من كَون آلية زراعة الحواجب واحدة على الدوام (أخذ البصيلات “سواء منفردة أو في تجمعات” ثم زرعها في منطقة الحاجب)، إلا أن ما قبل ذلك هو الذي يفرِّق الطرق الطبية عن بعضها البعض. على مدار سنين طويلة قام الطب التجميلي بصقل وتنمية أدواته العلمية والعملية للوصول إلى أقل الطرق ألمًا وأكثرها فعالية، وما هو آتٍ يعتبر عِماد الطب التجميلي في مجال زراعة الحواجب مجملًا:
- زراعة الحواجب بالاقتطاف – FUE: في هذه العملية، تتم حلاقة الشعر بالكامل في المنطقة التي نريد استئصال (التقاط/نزع) البصيلات منها، ثم إزالة البصيلات بشكلٍ دقيق للغاية، واحدة تلو الأخرى باستخدام أنابيب تترك شقوقًا دائرية صغيرة للغاية وغير ملحوظة بالمرة في ظل كثافة نموّ الشعر في المنطقة المانحة (والتي في العادة ما تكون الجزء الخلفي للرأس).
- زراعة الحواجب بالشريحة – FUT: على عكس زراعة الحواجب بالاقتطاف، فإنه لا يتم نزع البصيلات مباشرة من رأس العميل في هذه العملية، فالذي يتم هنا هو أخذ شريحة من الرأس نفسها (بالبصيلات التي عليها كاملة)، ثم غلق الشقّ باستخدام الغرز الطبية التي تترك ندبة غير ملحوظة بعد التئام الجرح، ولاحقًا يتم زرع تلك الشريحة (أو مجموعة الشرائح) في الحاجب. وفي العادة ما تكون طريقة الشريحة هي الأنسب لبعض العملاء الذين لا يريدون أخذ فترة طويلة أسفل يديّ الطبيب؛ فإن العمل كله فيها يتم بعيدًا عن الرأس بمجرد أخذ الشريحة المطلوبة.
تحديدًا، مَن الذي عليه زرع الحواجب؟
عمليات التجميل كلها عمليات “تجميلية”، وهذا آتٍ من اسمها، والجمال نسبيّ من شخصٍ لآخر. فربما يرى البعض أن كثافة شعر الحاجب لا تهم كثيرًا، ووقتها يصيرون سعداء للغاية مع حواجبهم الخفيفة والتي تتناسق بالتبعية مع شعر رؤوسهم الخفيف وقسمات وجوههم الدقيقة. لكن من الناحية الأخرى، يرى البعض أن الكثافة جذّابة للغاية، وهؤلاء مَن يخططون لبدء زرع الحواجب فعلًا.
الذي يشرع في زراعة الحواجب هو/هي شخص توقفت لديه عملية نمو شعر الحاجب لسببٍ أو لآخر، سواء كان طبيعيًّا مع التقدم بالسن، أو ذي تدخل خارجي مثل الحوادث والكدمات أو السقطات في فترة الطفولة التي سلبت الخلايا قدرتها على إنتاج الشعر مرة أخرى. والأمر لا يقتصر فقط على الذين فقدوا الشعر، بل أيضًا الذين وُلدوا بشعرٍ خفيف، أو ظهر لديهم تباين ملحوظ بين كثافة شعر الرأس، وشبه انعدام شعر الحاجب نظرًا لاختلاف إفراز الهرمونات على فترات زمنية معينة؛ إنها حالات شائعة للغاية في الواقع.
أي أن الملخص المفيد في هذه الجزئية هو أن زراعة الشعر لا تعتمد على نظرة الناس للمرء، بل نظرة المرء لنفسه. إذا كنت سعيدًا بنظرتك الحالية لنفسك، ركِّز على توجيه أموالك لمناطق جمالية أخرى في وجهك، مثل إزالة حبّ الشباب أو تنعيم البشرة، إلخ. وإذا كنت العكس، باشر مباشرة بزراعة حاجبيك، فإن الأمر بكل تأكيد… يستحق!
الوقت، السعر، الأعراض، والنصائح
عملية زراعة الحواجب لا تأخذ الكثير من الوقت، على الأكثر ثلاث أو أربع ساعات فقط، وما يُفعل فيها هو وضع الشعيرات في الشقوق غير المستقيمة للحاجب، وهي عملية دقيقة وتحتاج إلى تأني. أما بالنسبة للتعافي، فيمكن للمرء العودة إلى حياته الطبيعية (وخصوصًا العملية) بعد يومين فقط، وفي بعض الأحيان قد تمتد المدة إلى خمسة أيام، بالإضافة إلى شعور بالحكة أو بحُرقة تشبه لسعة الشمس في يومٍ حار، لكن هناك مستحضرات موضعية مخصصة لهذا الأمر تحديدًا، لا تقلقوا. يمكن أن تأخذ العملية من جلسة إلى اثنتين.
أما بالنسبة للأعراض التي تستدعي الانتباه، فإن لدينا التورم قصير الأمد والمصحوب بألم بسيط، وينتهي الأمر مع مسكنات الألم أو المخدرات الموضعية، وكذلك الكريمات الملطفة. لكن بالمجمل يُنصح بالبقاء في دار الرعاية لمدة 5 أيام على أقل تقدير، وهذا لضمان التعامل مع الأعراض الجانبية في حال حدوثها على الفور من قِبل الفريق الطبي المتخصص.
تكلف العملية حوالي 2000 دولار في الدول العربية النامية مثل جمهورية مصر العربية، و5000 دولار في الدول المتقدمة مثل الإمارات. أما بالنسبة للوسائل الأخرى لعمل زراعة الحواجب، فإن هناك قطرة موضعية وآلية وشم يعملان على تحفيز نمو الشعر، لكن دائمًا وأبدًا ما يكون الزرع المباشر هو الأكثر فعالية.