تقنية الفوي – FUE لزراعة الشعر: بلا ألم، وفي أسرع وقت!
على الدوام، يقوم الإنسان بمراقبة نفسه وغيره، باحثًا عن كل الوسائل والسبل الممكنة التي يمكن أن تجعله أفضل شكليًّا. فإن الشكل دائمًا وأبدًا ما يؤثر على الصحة النفسية المرء، ويحفزه على القيام بأفعال قادرة على تحسين حياته بالكامل، وتغييرها للأفضل. وهذا بفضل الثقة التي يزرعها المظهر الحسن في نَفس صاحبه. الثقة تترتب عليها مشاعر كثيرة مثل الاعتداد بالذات، حب الآخرين نظرًا لعدم وجود ما يجعلهم نافرين من المرء، وأيضًا القيام بكل المهام اليومية على أعلى قدر من الكفاءة والحب. المظهر يهم الكثيرين على مستوى العالم، وأهم ما في المظهر هو الوجه، وهنا تأتي تقنية الفوي – FUE (زراعة الشعر بالاقتطاف).
الشعر من العلامات البارزة في الوجوه؛ يستطيع أن يضفي مظهرًا مختلفًا باختلاف شكله على كل وجه. هناك أنواع معينة من البشرة يليق عليها الشعر الكثيف بشدة، وبالتحديد مع درجات لونية معينة من تلك البشرة. كما أن تناسق كثافة الشعر مع كثافة الحاجب، يعطي مظهرًا جذابًا بلا شك، ويُظهر الإنسان في حالة من الاتساق النفسي مع ذاته، محبًا إياها، وملبيًا لرغباتها على الدوام.
لكن للأسف، هناك من يولدون بشعرٍ خفيف للغاية، وهناك من يخسرون جزءًا من شعرهم (وفي بعض الأحيان شعرهم كله) بسبب عوامل خارجية مثل الحوادث أو الكدمات، خصوصًا في مرحلة الطفولة، والتي تؤثر لاحقًا على شكل الشعر، وتسبب ظهور فجوات بين مناطق الشعر المختلفة، مما يجعل المظهر غير محبب للبعض. وبالطبع قرر الطب التجميلي التصدي لهذا الأمر بقوة، وسخر قدراته العلمية والمالية من أجل استحداث آليات زراعية للشعر في منطقتة الشعر بأقل ألم، وأعلى كفاءة. وهنا ظهرت تقنية الفوي على السطح – FUE؛ واحدة من أهم آليات وطرق زراعة الشعر على مستوى العالم كله.
في السطور التالية سنتحدث عن أهمية التقنية في إعطاء مظهر جذاب للوجه عن طريق تكثيف شعر الرأس والحواجب، بالإضافة إلى ذكر خطوات التقنية، مركزين على السعر، الوقت، وأيضًا الإجراءات الدقيقة التي يجب وضعها في الحسبان وتنفيذها بالحذافير بعد الانتهاء من الزرع بسلام.
اربطوا الأحزمة، فأنتم على وشك قراءة ما سيغير حياتكم تمامًا!
كيف تتم زراعة الشعر بشكلٍ عام؟
تنطوي زراعة الشعر على أخذ بعض بصيلات الشعر من المنطقة المانحة برأس العميل، والتي في العادة ما تكون إما الجهة الخلفية من الرأس، أو منطقة ما بين الأذنين، وهذا بسبب أنه إذا أخذنا البصيلات من تلك المنطقة بعد حلاقتها جيدًا، لن يصير من الصعب على باقي الرأس أن تنتج شعرًا يغطي ما تم أخذه، وبالتبعية سيكون الشكل العام للمنطقة المانحة بعد أخذ البصيلات غير ملحوظ بالمرة؛ خصوصًا أن تلك المناطق تُغطي إما بالشعر الذي حولها، أو بالملابس مثل المعطف الشتوي أو القميص الصيفي.
بعد أخذ البصيلات بدقة شديدة باستخدام أدوات وآلات جراحية احترافية للغاية (هذا بالطبع عقب تخدير المنطقة بالكامل بالمخدر الموضعي كيلا يشعر العميل بأي ألم)، يتم زرعها في منطقة الرأس بدقة شديدة أيضًا. هذه العملية تقوم بتحفيز منطقة الرأس على إنبات المزيد من الشعر بشكلٍ عام، وتحسين جودة الخلايا المحيطة وإفرازاتها البيولوجية القادرة على رفع كفاءة الجلد المحيط مجملًا، فإن مادة الكولاجين من أهم المواد التي يفرزها الجلد على كل حال.
لكن هل هذا وصف تقنية الفوي – FUE فعلًا؟
في الواقع، إذا قلنا نعم فهذا يظلمها؛ هناك الكثير من التفاصيل التي يجب ذكرها، ولذلك ننصح بقراءة الفقرات التالية بعناية شديدة.
خطوات تقنية الفوي – FUE لزراعة الشعر
في البداية يتم تحديد المنطقة التي سيتم أخذ البصيلات منها من أجل زرعها لاحقًا باستخدام آليات تقنية الفوي – FUE، وفي العادة ما تكون المنطقة المانحة في الجهة الخلفية للرأس هي الأنسب والأقل ملاحظة من قِبل الآخرين عند النظر إليها لاحقًا بعد نجاح العملية.
يتم سحب البصيلات، واحدة تلو الأخرى بدقة وحرص شديدين، وهذا باستخدام أنابيب خاصة ومصنوعة على وجه التحديد لهذه التقنية الممتازة. يبلغ قطر الأنبوب الواحد 0.8 مم، ولهذا تحتاج تقنية الفوي – FUE إلى أطباء متمرسين للغاية، نظرًا لصعوبة أخذ البصيلات بالآلة المخصصة يدويًّا، والخبرة العملية هي التي تفرق الطبيب المبتدئ من المحترف، والاحترافية دائمًا وأبدًا هي شعار مركزنا الطبي.
بعد سحب البصيلات بنجاح، يتم زرعها في منطقة الرأس حسب الشكل الذي يريد العميل أن يكون عليه في الأساس. أجل، إن تقنية الفوي – FUE تعمل على تحسين مظهر المنطقة من خلال الزرع، لكن ليس اعتباطيًّا، فإن للعميل كامل الحرية في اختيار الشكل النهائي للمنطقة عن طريق التوزيع المحدد مسبقًا للبصيلات المأخوذة من المنطقة المانحة، وبالتبعية تحديد الشكل العام بدقة. بجانب تمكن العميل أيضًا من تحديد نسبة كثافة الشعر في نهاية المطاف، وهذا لأن التقنية تسمح بمرونة الزرع، حيث إنها توفر إمكانية زرع من 140 إلى 160 بصيلة شعر لكل سم مربع. هنا يمكن للعميل تحديد الشكل والكثافة بطريقة تتناسب مع شعر اللحية والشارب، بالإضافة إلى شعر الحاجب أيضًا، وهذا ليتناسق كل شيء مع بعضه من حيث الكثافة والشكل.
بالمجمل إن زراعة الشعر بهذه التقنية آمنة تمامًا ولا تسبب أعراضًا جانبية إلا طفيفة للغاية مثل الحكة أو احمرار المنطقة المزروعة، لكن يتم التعامل مع ذلك بسهولة شديدة من خلال الكريمات والمستحضرات الترطيبية والمانعة للالتهاب التي نقدمها لكم بعد دراسة درجة الالتهاب وتطوره من قِبل خبراء مركزنا الطبي. العملية غير جراحية بالمرة، إلا أنها تتضمن بعض الأدوات التي يمكن أن تًصنف جراحية نظرًا لإحداثها نزيفًا بسيطًا أثناء استخدامها، لكن تظل غير جراحية مقارنة بالطريقة الأخرى لزراعة الشعر.
والآن بالطبع بدأ التساؤل يدق أبواب عقولكم، هل هناك طريقة أخرى من الأساس؟ وهل هي ناجعة مثل هذه الطريقة؟
حسنًا، لنتعرف سويًّا على تقنية الفوت – FUT (زراعة الشعر بالشريحة).
تقنية الفوت – FUT واختلافها عن تقنية الفوي – FUE
تقنية الفوت – FUT تنطوي على زراعة الشعر بنفس نتيجة تقنية الفوي – FUE بالضبط، لكن مع اختلاف الخطوات نفسها، بجانب الأعراض الجانبية والتصنيف النهائي في شريحة العمليات الجراحية بهدف التجميل.
إنها تقنية ببساطة تعتمد على أخذ شريحة من المنطقة المانحة للعميل نفسه، بهدف زرعها لاحقًا في المنطقة المطلوب الإنبات فيها (كقطعة كاملة)، وهذا يعني أنه لا يتم سحب البصيلات باستخدام آلة الإبر الاسطوانية كما يحدث مع تقنية الفوي – FUE التي سردناها بالأعلى. في هذه العملية لا تتم حلاقة شعر المنطقة المانحة على الإطلاق، وبعد الزرع يتم ترك المنطقة المزروعة لتتعامل على الصعيد البيولوجي مع القطعة الجديدة وتعمل على إنبات الشعر مباشرة عقب التكيف معها واتحاد الخلايا ليصير النسج الجلدي متناسقًا في المنطقة.
بعد أخذ الشريحة (أو الشرائح) يتم إغلاق الشقوق الجلدية باستخدام الغرز الطبية التقليدية، على أن تلتئم لاحقًا ويتم نزعها من قبل الخبراء في المركز الطبي. تقدم التقنية إمكانية زراعة حوالي 60 بصيلة لكل سم مربع، وبهذا تكون أقل من متوسط تقنية الفوي – FUE. يتم زرع الشريحة المأخوذة بعد حوالي 4 ساعات، ويجب الانتظار بضعة أشهر بعد الجلسة الثانية لظهور النتائج، وأخيرًا تبقى منطقة الشق ملحوظة في المنطقة المانحة، وتظهر على شكل ندبة. الجدير بالذكر أنها عملية جراحية تمامًا ويحدث فيها نزيف مكثف في بعض الأحيان.
وبهذا يمكن القول إن تقنية الفوي – FUE ذات كفاءة أعلى، تعافي أسرع، وأيضًا نزيف غير ملحوظ بالمرة. إنها العلاج الأسرع والأفضل لكل من يريد زراعة الشعر بسهولة شديدة، ودون الشعور بالألم لفترات طويلة من بعد انتهاء العملية بسلام.
تفاصيل هامة عن تقنية الفوي – FUE
بدأ استخدام تقنية الفوي – FUE في زراعة الشعر في عام 2002 لأول مرة. العملية في السابق كانت تقليدية تمامًا وتشبه العملية المعاصرة، لكن الفرق هو أن الأنابيب المستخدمة سابقًا كانت ذات سمك كبير، وبالتالي دقة أقل في سحب وزرع البصيلات، لكن من الناحية الأخرى فإن النتائج الاستثنائية للتقنية أذهلت كل من في الوسط الطبي، وبناء عليه تم استثمار المال والجهد من أجل تطوير التقنية، حتى وصلنا هذه الأيام إلى أنابيب قطرها 0.8 و0.6 مم فقط، وبالتبعية تقدم أعلى دقة سحب وزرع بصيلات في تاريخ الطب التجميلي على الإطلاق. كما أن العملية تكلف حوالي 2000 دولار في مصر، و5000 دولار في البلدان المتقدمة.
بالمجمل، يمكن القول إن تقنية الفوي – FUE هي الخيار الأمثل لكل من يريد زراعة الشعر في أسرع وقت وأعلى كفاءة.