البلازما الغنية بالصفائح لمنع تساقط الشعر: أفضل الحلول غير الجراحية!
هناك الكثير من الأمور التي يفعلها الإنسان من أجل تحسين حياته على جميع الأصعدة، وربما أهم صعيد في حياة الإنسان هو الصعيد الجمال. مظهر الشخص أمام نفسه في المرآة يبعث على الثقة في بعض الأحيان، والخذلان في أحيان أخرى؛ لكن المؤكد هو أن التأثير قائم، مهما اختلفت نظرة المرء لنفسه بالقناعة أو الرضا عن الهيئة الحالية، أو الهيئة المستقبلية عند التقدم بالعمر. واحد من أهم المشاكل التي تواجه الجنسين مع التقدم بالعمر (وبالعوامل الوراثية أيضًا) هي مشكلة تساقط الشعر. لكن لا تقلقوا، إن البلازما الغنية بالصفائح تقف بالمرصاد.
إنها علاج غير جراحي فعّال للغاية، يساعد على تحسين فروة الرأس وحثّها على إنبات المزيد من الشعيرات، وتقوية تلك الموجودة بالفعل. لا مضار جانبية به، يُنجز في فترة وجيزة للغاية، والتعافي منه يكون سريعًا، وكأن الوخز لم يكن على الإطلاق. في السطور التالية سوف نتعرف على البلازما الغنية بالصفائح وكيفية الحصول عليها، ثم استغلالها لتقوية الشعر وإنباته، وفي بعض الأحيان أيضًا تحسين نضارة الجلد وتجديد شباب الخلايا الجلدية بشكلٍ عام (حتى في مختلف المناطق بعيدًا عن الرأس).
ما هي البلازما الغنية بالصفائح مجملًا؟
العلاجات الجراحية كثيرة في عالم تحسين الجلد وقدرة فروة الرأس على تقوية وضعها من حيث إنبات الشعر أو تقويته، لكنها تحتاج للعديد من الإجراءات الاحترازية الجانبية، وبالطبع تلك تستغرق وقتًا طويلًا، وأيضًا بعض المضاعفات التي ربما تصيب العميل في أي وقت أثناء أو بعد العملية نفسها، وبالتبعية ظهرت حاجة شديدة لعلاجات غير جراحية في مجال التجميل، وهنا أتت البلازما الغنية بالصفائح الدموية إلى النور، منذ سنين طويلة، وبالتحديد في القرن العشرين.
في البداية لم تكن تلك البلازما ذات أهمية تجميلية على الإطلاق، فكانت موجهة تحديدًا للإسراع من عملية تجديد الخلايا بعد جروح الحوادث أو العمليات الجراحية التي فيها شقّ كثير للجلد في مناطق مختلفة. وهذا لكونها تعمل على تحفيز إفراز الكولاجين في الجلد بفضل قدرتها الاستثنائية على تحسين التئام الجروح وتقوية الخلايا، وهي مادة قادرة على تجديد حيوية الجلد وتسريع تعويض الخلايا التالفة أو المفقودة. قدرة البلازما على فعل ذلك بسرعة جذبت انتباه خبراء التجميل على مستوى العالم، وتمت تجربتها في إخفاء الندوب وخطوط العبوس والأخاديد، بجانب تنعيم البشرة وتجديد شباب الوجه.
لكن كل هذا في كفة، واستخدام البلازما الغنية بالصفائح لعلاج تساقط الشعر في كفة أخرى تمامًا.
تعتمد العملية على أخذ عينة من دم العميل (وهذا لتلافي حدوث أي نوع من أمراض المناعة أو مهاجمة الجهاز المناعي لما سيتم إدخاله إليه لاحقًا على أنه فيروس أو بكتيريا يجب التخلص منها)، ثم وضعها في جهازٍ للطرد المركزيّ يلف بسرعة كبيرة جدًا. قوة الطرد المركزي (مثل تلك التي تعمل في غسالات الملابس بالضبط) تعمل على فصل البلازما (سائل شفاف مائل للصُفرة) مع الصفائح الدموية؛ عن باقي مكونات الدم. وببساطة يتم سحب البلازما الغنية بالصفائح عن طريق إبرة مخصصة، ثم وضعها في أنبوب آخر للاستعمال المباشر، وهنا يأتي الجزء العملي.
يتم تطبيق البلازما تلك على فروة رأس العميل عن طريق وضعها في حقنة ثم إدخال مكوناتها لنسيج الفروة نفسها، وبالتبعية يتم تحسين جودة خلايا فروة الرأس بشكلٍ عام، ثم يتم تحفيز إنتاج الكولاجين، وجعل فروة الرأس خصبة من جديد بالرغم من تقدم العمر أو ظهور وحمات صبغية أو حتى حدوث حوادث عارضة خلقت فجوة من الفراغ في الرأس.
الجدير بالذكر أنه في بعض الأحيان (وهذا حسب رغبة العميل بالطبع) يتم استخدام تقنيات “جلدية” أخرى للتسريع من العملية وتحسين جودتها بشكلٍ عام، وأهم العمليات المصاحبة لحقن البلازما الغنية بالصفائح؛ هي عملية تحفيز إنتاج الكولاجين عن طريق الوخز. وتعتمد على وخز الجلد بإبرة دقيقة جدًا لإحداث جروح صغيرة للغاية يمكن للجلد التحكم فيها عن طريق تجديدها تلقائيًّا، وهنا يُجبر الجلد على إنتاج الكولاجين من أجل معالجة نفسه، وبالتبعية يُحفَّز الإنتاج عن طريق الإصابة بناء على رغبة الفرد.
ما هي إجراءات حقن البلازما الغنية بالصفائح؟
باستثناء سحب الدم وتدويره وفصله مكوناته كما ذكرنا، فإن العملية نفسها لا تحتاج إلى إجراءات خاصة على الإطلاق. فهي سريعة للغاية وتتم في فترة زمنية قصيرة من 2 إلى 5 دقائق على أقصى تقدير، ولا تحتاج إلى تخدير أبدًا، ولا تتم على أكثر من جلسة أيضًا.
كما أن العميل يستطيع التعافي منها بمجرد الخروج من مركز التجميل، وهذا لأنها لا تسبب أعراضًا جانبية لأي شخص، ويمكن تطبيقها للجنسين بدون وجود مخاوف. بالإضافة إلى أن احتمالية رفض الجسم للمحتوى المحقون معدومة تمامًا، ولهذا لأن الدم في الأساس مأخوذ من العميل نفسه، وبالتالي ليست فيه عوامل تتسبب في تضارب داخلي بأي شكل، وهذا على عكس عمليات نقل الدم التقليدية التي فيها يجب التأكد من توافق فصائل الدم والعوامل الدقيقة فيه مثل “الأنتيجين” وخلافه.
حقن البلازما الغنية بالصفائح لا تحتاج إلى استهلاك مأكولات أو مشروبات معينة قبلها، ولا تحتاج للصيام أيضًا، فهي ليست عملية جراحية يمكن لها إحداث مضاعفات في حالة التغاضي عن البروتوكول الطبي. بالمجمل إن تلك الحقن ليست باهظة السعر، غير مكلفة في الوقت أو المجهود، وكذلك ليست لها مضاعفات على الإطلاق؛ وبالتبعية تكون أكثر الحلول أمانًا وفعالية لعلاج تساقط الشعر وتقوية الشعيرات الموجودة بالفعل، لضمان طلّة سينمائية بشعرٍ لامع، جذّاب، وأيضًا كثيف ونابض بالحيوية.
ما هي التطبيقات الأخرى لحقن البلازما؟
كما ذكرنا، فإن البلازما الغنية بالصفائح تعمل على تجديد حيوية الخلايا الجلدية التي تُحقن فيها، وبالتالي تحسن من عملية استنساخ الخلايا، إفراز مكوناتها، وأيضًا استمرار عملها بكفاءة على المدى الطويل قبل أن يتم تجديدها بواسطة الدورة الخلوية التقليدية، مثل تجديد خلايا الدم الحمراء بالضبط على يد نخاع العظام الأحمر.
ولذلك تستخدم تلك الحقن لتحسين نضارة الجلد في مختلف الأماكن، وبالتحديد في الأماكن الحساسة التي يتم فيها تطبيق علاجات تعمل على تفتيحها وتبييضها، مما يعجِّل من ظهور النتائج وتحسين الشكل العام. كما أن استخدامها للوجه شائع جدًا أيضًا، فتعمل على إخفاء الكثير من الأشياء غير المرغوب فيها بالوجه مثل التجاعيد التي تظهر مع التقدم بالسن، علامات العبوس في الجبهة، ترهل جلد الذقن والخدين وأسفل العينين، إلخ. حيث إنها تعمل على تحسين كفاءة الخلايا الجلدية بشكلٍ عام، وبالتبعية إفراز الكولاجين الذي يشدّ الجلد ويجدد شبابه. فإنه عندما نتحدث عن الجلد، لا يوجد أهم وأفضل من الخلايا المنتجة حديثًا، أليس كذلك؟
ما الذي يستخدم مع حقن البلازما الغنية بالصفائح في العادة؟
بالرغم من فعالية حقن البلازما الغنية بالصفائح، إلا أن هناك مجموعة من العلاجات التكميلية التي تساعد على الوصول لأفضل النتائج على الإطلاق بالنسبة للمشاكل الجلدية عمومًا، وتساقط الشعر خصوصًا.
هناك حقن أخرى تعرف بحقن ثاني أكسيد الكربون، وفيها يتم حقنه بصورته الغازية في الأوعية الدموية لتحسين سريان الدم، وبالتبعية مدّ الخلايا بالتغذية المطلوبة لإنتاج الكولاجين وتغذية البصيلات، وفي النهاية تحسين الهيئة العامة للجلد وفروة الرأس بشكلٍ عام.
أما في حالة استخدام حقن البلازما لتحسين الوجه تحديدًا، فإن العلاجات التكميلية قد تشمل البلازما جيل، الحشو المائي، القناع الذهبي، وأيضًا الخلايا الجذعية. إلا أن العلاج الأخير بالتحديد باهظ الثمن بعض الشيء، لأنه من أحدث العلاجات في مجال الطب التجميلي حصرًا، ويحقق أعلى نتائج على الإطلاق، ولا يسبب مضاعفات، ويعتبر من العلاجات القادرة على تحسين الجلد قلبًا وقالبًا عن طريق تحفيز إنتاج خلايا جديدة بفضل خلايا تستطيع تحويل نفسها إلى أي نوع آخر بمجرد التواجد في وسط يحتوي على الخلايا المراد تجديدها؛ والخلايا الجذعية هي العِماد الرئيس للتكوين الجنيني في مراحله الأولى.
بالمجمل يمكن القول إن علاج تساقط الشعر بحقن البلازما الغنية بالصفائح هو علاج ناجع وفعّال، وهناك الكثير من العلاجات التكميلية له على الساحة، وتتنوع في التكلفة والكفاءة أيضًا. مما يعني وجود جميع العلاجات، بجميع الأسعار، وهذا يضمن التخلص من تساقط الشعر للأبد، مهما كان الأمر عسيرًا. تساقط الشعر ليس نهاية المطاف، إن الطب خصص قدراته وتكنولوجياته كلها من أجل تحسين الفرع التجميلي له، والذي ساعد الملايين على مدار سنين طويلة، وسيساعد الملايين لسنين ستأتي. الحياة لا تقف على الشيء بينما الطبّ التجميلي في ظهرك؛ دائمًا وأبدًا لإرجاع ثقتك وتحسين حياتك بشكلٍ عام.